رَوَى أَحَدُ الْوَرَاقِينَ أَنَّ أَبَا الطَّيِّبِ الْمُتَنَبِّي كَانَ عِنْدَهُ يَوْمًا وَهُو حِينَئِذٍ غُلَامٌ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ بِكِتَابِ نَحْو مِنْ ثَلَاثِينَ وَرَقَةً لِيَبِيعَهُ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو الطَّيِّبِ فِي أَخْذِ الْكِتَابِ، وَأَقْبَلَ يُرَاجِعُ صَفَحَاتِه كُلَّهَا، فَلَمَّا مَلَّ صَاحِبُ الْكِتَابِ ذَلِكَ اسْتَعْجَلَهُ قَائِلاً: يَا هَذَا لَقَدْ عَطَلْتَنِي عَنْ بَيْعِهِ، فَإِنْ كُنْتَ تَبْغِي حِفْظُهُ كُلَّهُ فِي هَذِهِ الْفَتْرَةِ الْقَصِيرَةِ، فَذَلِكَ بَعِيدٌ عَلَيْكَ. قَالَ الْمُتَنَبِّي فَإِنْ كُنْتُ حَفِظْتُهُ كُلَّهُ فَمَا لِيَ عَلَيْكَ؟ قَالَ الوَرَّاقُ : فَأَمْسَكْتُ الْكِتَابَ أَرَاجِعُ صَفَحَاتِهِ وَالغُلامُ يَتْلُو مَا بِهِ حَتَّى انتهى إلى آخِرِه ، ثُمَّ اسْتَلَبَهُ فَجَعَلَهُ فِي كُمِهِ وَمَضَى لِشَأْنِهِ.
قَالَ الرَّجُلُ : أَعْطِيكَ إِيَّاهُ
الفهم القرائي ( مواعظ لقمان لابنه )
من آدابِ التَّلَاوَةِ:
الاستعادَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
الخُشُوعُ وَالسَّكِينَةَ
الترتيلُ وَتَحْسِينُ الصَّوتِ.
التَّدَبَّرُ.
قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (۱۲) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكَ بِالله إِنَّ الشَّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (۱۳) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ