الرئيسة » الرئيسية » المنهج الاماراتي » الفصل الثالث ف3 » الصف الثاني عشر » الثاني عشر عام »

امتحان نهائي اللغة العربية ثاني عشر عام الفصل الثالث الامارات

تحميل
للمزيد تابعنا في قناتنا على تيليجرام

اختبار نهائي لغة عربية الصف الثاني عشر عام ومتقدم الفصل الدراسي الثالث المنهج الاماراتي للعام الدراسي الجديد , اجابة اختبار نهائي اللغة العربية ثاني عشر الفصل الثالث pdf.
حل امتحان نهائي لغة عربية الصف الثاني عشر الفصل الثالث

اقرأ القصة القصيرة الآتية التي بعنوان "حقيقتي البرجوازية" المريم الساعدي، ثم أجب عن الأسئلة التي تليها:

تُزعجني هذه الخادمة تزعجني نظراتها التي تريد أن تقول: "أنا هنا". هي ليست من المفترض أن تكون هنا. هي فقط هنا لكي تظل الأسطح لامعة، والأواني نظيفة والملابس مكونة والفراش مرتبًا وجاهزا للنوم. هي ليست هنا لتكون. هي هنا لأكون أنا. لكنها لا تَسْتَوْعِبُ هذه الحقيقة، تظل طوال الوقت تلاحقني بنظراتها المتطفلة: تريد أن أحدقها. أن أنتبه إليها.

أحدث أختي عن آخر أساليب الريجيم، فتسترق السمع وتقترح أكل التفاح لأنه جيد للحمية، تتجاهلها وتتحدث عن الرياضة، وتقترح أحتي نط الحبل، وأقترح أنا الدراجة الهوائية، فتعلق "نعم… نعم… الدراجة أفضل، والمشي مدام كل يوم ساعة مفيد جدا". أتعمد ترك المكان لتخرج، فتخرج. أنا لا أواجهها، لا أولها أو أعلفها علي أي شيء لأني لا أريد أن أكون برجوازية تتسلط على الطبقة العاملة، لكني أحاول إفهامها بطرق أخرى غير مباشرة أنها هنا الخادمة، وأنا هنا السيدة، وأن وظيفة الخادمة أن تُؤدي عملها على أفضل وجه وبأقل قَدْرٍ مُمْكِن من الظهور.

تتلخص هذه الطرق في ألا تلتقي نظراتي بنظراتها أبدًا. يجب ألا أنظر إليها بشكل مباشر : لأن النظر في عيون الأشخاص يحيلهم إلى مقربين، فيبدؤون يتصرفون على هذا الأساس، ويكون من الصعب بعد ذلك إفهامهم العكس، وأنا لا أتحدث معها إلا بأقل عدد ممكن من الكلمات والطريقة الثالثة إلا أَرْدَ عَلَها حين تتطوع بإبداء الاقتراحات والنصائح.

لولم تكن خادمة جيدة لكان هذا الطبع الثقيل فما كافيا لأتخلى عنها وأعيدها إلى مكتب استقدام الخدم الذي جلبتها منه، لكنها الأفضل في معايير النظافة من كل اللاني جان قبلها : فهي تعرف تماما كيف أريد الملابسي أن توضّب في الدولاب، وتعرف ماذا تعلقه على الشماعات وماذا تطويه بعناية في الأدراج. وتجيد تنظيف الزوايا الدقيقة الخفية في النوافذ والأبواب وأزرار الهاتف عيناها الدقيقتان قادرتان على التقاط أي بقعة اتساخ في أي مكان مهما تكن خفية باهتة قليلة الحجم.

بقدر ما تعجبني هذه المهارة فيما يُزعجني أن تستخدمها للانتباه لي والتقاط تفاصيل حياتي وكلامي.. "مدام الشنطة

البنية أكبر حجمًا، ستتسع لنظارتك بدلا من حملها في يدك" تقترح متطوعة. وما دخلك أنت أيتها الفضولية؟ ربما أحب أن أحمل هذه الحقيبة، ولا يزعجني أنها لا تتسع لكل شيء. أقول هذا لنفسي أبلغ غيظي وأمضي، فالشجار مع الآخرين يجعلهم مقربين أيضا.

مدام… لا تنسي الاتصال بالمستشفى قبل الذهاب ليُجهزوا لك الملف" أتطلع إليها بنفور، ما دخلها هي؟ ثم كيف عرفت أني ذاهبة إلى المستشفى ؟ " مدام الغداء جاهز" تقول، وأنا أقف بجانب المائدة، هل تعتقد أني لا أرى؟ أم فقط تريد أن تتحدث لتُزعجني ؟ تسمعني أسعك فتأتي بكوب ماء دافي "مدام .. اشربيه بشكل متقطع، الماء الدافئ جيد للسعال" أنهض تاركة الكأس حيث وضعته.

أتجاهلها، أتجاهل تعليقاتها، أتجاهل نظرائها، لكن هذه المرأة تريد أن تتحدث. أن تشعر أنها مقبولة كإنسان، وأن لها رأيا وأن بإمكانها إبداؤه من دون وجل. وأنا أحاول أحيانًا، في ظلمة الليل، أن أتفهم موقفها هذا وأن أتعاطف معها. وأتخيل نفسي خادمة في بيتها في بلدها. وكيف سأود أن يعاملونني، وكيف سأكون سعيدة لو يعتبرونني واحدة منهم، وكيف سَيُحْفَفُ هذا علي مرارة الغربة وذل الخِدْمَةِ، فهؤلاء لن يكونوا أسيادي ومخدومي، بل أصدقائي… يثقون بي ويحترمونني. وحين أتوصل لهذا الشعور أتطلع إلى السماء، وأسأل الله أن يُسامحني على قسوتي وتكبري وغروري وضيق صدري. وأعده الي حين أستيقظ ساكون إنسانة طيبة، أتعاطف مع محنة أخي الإنسان ولا أشعر بالفوقية.

لكن عندما أستيقظ في الصباح أكون قد تغيرت تستيقظ معي كل عللي البرجوازية، تُبدد أشعة الشمس أي أثر القراراتي المسائية، تختفي تلك المخلوقة المسائية الشفافة التي تذوب إشفاقا على معاناة أخيها الإنسان، وتموت خجلاً من عجرفتها وغطرستها على المستضعفين في الأرض فأنا في الصباح مختلفة عني في المساء؛ إذ أصير مستعجلة لأنتهي من الاستعداد للخروج واللحاق بالعمل، لا وقت لدي ولا صبر. فالإنسان في النهار بالكاد يكون قادرا على الإمساك بطرف الخيط الذي يخصه من شعرة معاوية في علاقاته الضرورية مع الأهل والزملاء، فيأتي أيضا الخدم ويطلبون اعتبارًا وإنصانًا وأن تنتبه لهم لكي يحسوا بإنسانيتهم ؟؟!!

تنظر إلي، وتبتسم. تنتبه إلى الدعاية التي ألقتها ابنة أخي الصغيرة، والتي أضحكتني، فتقرر أن تَضْحَكَ معي !! " وما شأنك أنت؟ لماذا تسترقين السمع الحواراتنا؟" أصرخ في وجهها. "أنا كنت فقط أرفع أطباق الطعام، لم أكن أسترق السمع" ترد بالكسار. "هيا اخرجي من هذا لم أعتد زجرها هكذا. كانت المرة الأولى.

وجدتها تغسل الأطباق، وتمسح دموعها. كان هذا كثيرا. "أنا آسفة" قلت لها ضحكت مباشرة، وقالت "لا لا مدام…. أنا آسفة. أنا مجرد خادمة .. أنت سيدتي"

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *